الاثنين، 22 أبريل 2013

تعديل السلوك، فن ٌ ينبغي إتقانه(1)


تعديل السلوك، فن ٌ ينبغي إتقانه(1)

هل تعديل السلوك (behavior modification)، فن؟ ...
نعم إنه فن ..لكن هل تجاوز مصطلح الفن التربوي أو النفسي،  بحيث يُردف بكلمة علم؟ أم أنه لازال يعيش المراهقة العلمية ؟..
   أتساءل وله رواد مؤسسون، ومنظّرون،ومطورون، له قواعد واستراتيجيات عامة، وخطط وبرامج خاصة، وهذه إشارة يفهمها (شيوخ) التخصص.
    مجتمعي الكريم.. أين أنت من نشر ثقافة تعديل السلوك؟ هل لبَنَاتُك وأربابها محصنون دون العبث السلوكي؟ هل تخلو من ملامح الطيش والتلكؤ التربوي والتأخر النفسي والاجتماعي والديني والعقلي (باعتبارها جوانب الشخصية)؟!
   إن تعديل السلوك (قافلة) على النخب الاجتماعية توجيه عامة الناس للالتحاق بها ، وهو (نبتةٌ) على أرباب الأُسر زرعها في بيوتاتهم، وهو درسٌ على المؤسسات الاجتماعية والرسمية تدريسه، كيف لا؟ والحاجة بلغت أمسّها أيها المجتمع الكريم.
    
    ما بعد خطوة الشعور بالحاجة تتأتى متطلبات الشروع في نشر قواعد هذا المسلك ومناهجه والتي منها توفر المتخصص الناشر، والمستمع الواعي، والاستراتيجيات الموثـقة...
أما المتخصص فالجامعات بكلياتها، والمعاهد الإنسانية بأنواعها قادرة على تأهيلهم وتجهيزهم لخوض غمار هذا المجال، و بخصوص المستمع فيبقى الفرد في مجتمعي متعطش للتثقف والنصح و التوعّي، فكل مانحتاج جهود بسيطة من المنابر الإعلامية والدينية لمدى الحاجة لهكذا مجال وستجد أنه يلبي النداء، أما فما يتعلق بالاستراتيجيات فهي متناثرة بين صفحات الكتب ذات الشأن، وتنتظر من ينتشلها.
    كما أن تعديل السلوك أطّره المتخصصون بجملة أهداف قيمة توضح مساره أذكر منها  على عجالة: مساعدة الفرد على التقليل من السلوكات غير المرغوبة مثل (الكذب)، وعلى التوافق والتكيف مع البيئة (استفادة من التوجيه والإرشاد التربوي أو النفسي)، وعلى زيادة السلوكات المرغوبة مثل (التعاون)، وتحسين أساليب التعامل مع الفرد صاحب السلوك مثل (تنمية الحوار)، والتعرف على أسباب حدوث المشكلة التي أظهرت السلوك، وتحديد السلوك المُـشكل وضبطه والتحكم به من خلال التحكم بالمثيرات ونتائجها، كما يساعد على إشباع الحاجات (بالاستفادة من علم النفس) مما يحد من المشكلات (كالإحباط أو التوتر).
    إن حاجتنا لهذا المجال واستخدام تقنياته التربوية والنفسية غير مقتصرة على العيادة النفسية أو المركز التربوي بل تمتد الضرورة  لتطبيق أدواته في المنزل والمدرسة وكل ميادين الحياة التي يتواجد فيها السلوكات الغير مقبولة أو السلوكات المقبولة، علما أن هناك جملة معايير تُراعى للحكم على السلوك الذي نريد تعديله أو تبديله أو إزالته أو تشكيله منها المعايير النمائية(Developmental - Norms) و الفردية(الذاتية) (Individual - Norms) و الاجتماعية (ٍSocial - Norms) و الإحصائية (ٍStatistical - Norms) .
   فالمعايير النمائية وعبر تصنيفاتها المختلفة لمراحل النمو  يمكن التعرف على ما إذا كان السلوك منحرف عن تلك المرحلة الزمنية أم لا، فعدم حبو الطفل خلال السنة الأولى يعتبر تأخرا نمائيا ينبغي التعرف على أسبابه. كما أن المعايير الفردية يُنظر لها وتُؤخذ في الحسبان فما يصلح لفرد قد لا يصلح لآخر  إشارة للفروق الفردية والتي عادة ما تكون بعيدة عن تأثير المعززات و العقاب الخارجيين، وهناك المعايير الاجتماعية حيث يتم تصنيف السلوك وفقا للقيم والعادات الاجتماعية السائدة، أما المعايير الإحصائية والتي تعتبر تخصصية نوعا ما، وتهتم بتصنيف السلوك إلى مرغوب أو لا مرغوب بناء على القياس بطريقة كمية رقمية من خلال حسا التكرارات في قوائم التقدير أو المقابلة أو الملاحظة في فترة زمنية ...الخ، فهي كذلك في غاية الأهمية.في ضوء ما سبق يمكن إعداد قائمة من السلوكات المرغوبة أو غير المرغوبة  وفق معايير علمية واضحة .
عبدالحكيم بن يوسف العواس 1434

السبت، 20 أبريل 2013

(في منزلي موهوب) 
  
  انطلاقا من الدراسات (الغالية الثمن) التي تتكلم عن وجود رقم هائل يحكي واقع الموهبة المتجسدة في شخصيات أبنائنا الأطفال في مراحل نموهم المبكرة، والتي تذكر أن هناك ما لا يقل عن 70% من الموهوبين بين صفوف هذه الفئة، خصوصا فيما دون السنتين، أحبذ أن نسلط اهتماماتنا نحو هذه النقطة الذي يمكن أن تجلعنا نرتقي عروش التقدم بين الأمم مقارعين كبارها.
 للأسف الشديد تلك النسبة المذكورة شيئا فشيئا تبدأ بالتضاؤل والنقصان لتصل إلى رقمٍ هزيل لا يتجاوز 2%  بعد أن مرت السنون ووصلوا إلى سن المدرسة!!  
من الإطلالة الأولية للموضوع نعي بأن هناك ثمة خلل منهجي يعترينا سواء على مستوى التنشئة الاجتماعية الأسرية أو المؤسسات الرسمية التربوية حتى!.
ففي الوقت الذي أودع الباري جل شأنه الكثير من الاستعدادات النفسية والميكانيكية والفكرية للإبداع في شخوص أطفالنا نجد القليل منّا هم من يفعلون ويستغلون وينمون ويطورون تلك المهارات التي يحاول الطفل إبرازها ابتداءاً من خلال سلوكه الظاهري الذي يمكن ملاحظته وقياسه.

بطبيعة الحال، جلنا يعلم بأن الأمم والحضارات ماتقدمت وتطورت على يد الكسالى والنيام، بل نمت وعلت من خلال (فكر يتتوق) و(وسواعد تتفاعل)و (وأقلام رطبة تتوغل)، فهاك الحضارة اليونانية  ترى أنها خلدت بأنفاس افلاطون وأرسطو وغيرهم الذين جعلوا من أثينا انموذجا عريقا يقابل اسبرطة المتأخرة، ومن فينا ينسى غاندي زعيم الهند الحديثة الذي تعلم وطور جوانب شخصيته ليقود حضارته نحو الاستقلال والوحدة، فعلاما التخاذل في العناية والرعاية للموهوبين والمبدعين إذا كانت ملامح التنمية ترسم بريشاتهم، خصوصا في المراحل المبكرة التي تصقل وتبلور الشخصيات فيها، سيما و نحن أبناء الدين القيم الذي اهتم وعنى بالشخصيات الموهوبة أيما اهتمام فتعال اقرأ عن أسامة بن زيد الذي وكل رسولنا الكريم له قيادة الجيش على الرغم من حداثة سنه،فتعودنا من رسولنا الكريم تشجيع الطاقات والقدرات التي يتمتع بها الشاب المسلم.
يا أحبة وإن كانت لدينا مشكلة فيما قبل مراحل الرعاية الإبداعية لهؤلاء (أعني مرحلة الاستكشاف و التنقيب عنهم) لكن ما عذرنا وقد برزوا أمامنا  من خلال جهودهم الذاتية ونتاجاتهم التي يعتزون بها ليقولوا لنا (هانحن اجتهدنا، فأين أنتم عنا يا أبناء مجتمعنا)، بتخميني:لو قمنا بدايةً بالتشجع والتسهيل لكفى.
مجتمعي العزيز ممثلا ً في أسره وطاقاته ونخبه أهيب بكم الحرص على المساهمة في نهضة بلادنا خصوصا في ظل توفير إمكانات مادية طائلة من قبل المؤسسات الرسمية في وطننا الحبيب، وأن نبذل قصارى العناء في سبيل إبراز المتميزين والمتفوقين في مختلف الأصعدة، ونوجههم للجهات المعنية بالرعاية. ولا ننسى أننا نعيش في عصر الإبداع والترف التنموي، وهيمنة المعرفة ، فمن المفترض علينا مزاولة لمساتنا الإبداعية كمجتمعات، ومن الإبداع المجتمعي: أن يقوم المجتمع باكتشاف وصقل المواهب كي ننطلق من المجتمع الصغير لنصبح واجهة مشرقة للوطن الكبير ونبدأ  خوض مراحل التحضر والإصلاح (الإبداعي) زارعين وحاصدين شخصيات فذة نعوّل عليها الكثير من البناء والعطاء والرقي، ونتأمل منها  الوصول لمنصات التتويج، و المكانات المرموقة. 

علينا ألا ننسى بأن في كل منزل من منازلنا أودع (المبدع) عز وجل، الكثير من المواهب والإبداعات ، فلنعنى ونهتم وننطلق نحو رعايتهم كما ينبغي، لينتج لدينا أبناء لهم باع في القيادة والتفكير الناقد والتخطيط والريادة والابتكار والاختراع، ولنعلن معاً الشراكة فيما بيننا ونستثمر طاقاتنا استثمارا يليق بأتباع أبو المبدعين وسيدهم (الحبيب المصطفى) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام بأنمى وأفضل الصلاة .

عبدالحكيم بن يوسف 1434هـ

بأي كلمة تستقبل شهادة ابنك؟!

بحق ٍ وحقيقة لازال الكثير من الآباء لايجيدون فنون صناعة التعامل مع الأبناء , بِـِيْد أنّ ذلك الفن لا ريب في أنّه من أهم المسئوليات التي ينبغي إجادة إتقانها ,لاعتبارات ٍ كثيرة , أهمها بناء عقليات تتسم بتكامل الكيان الشخصي بشتى جوانبه, لأكبر الكتل البشرية في مجتمعنا...

وبلا شك ٍ تذكرون كما أذكر الأيام المصيرية ذات المحك , في حياتنا الماضية,كأيام استلامنا للشهادات الدراسية في المراحل المختلفة,وكلنا نتذكر جيداً المشهد الأسري لروح التعامل ,وردود الفعل جراء هذا الحدث...فإما وجوه ساخطة عابسة غَبـِرَة ,وإما تشوبها ملامح السرور والبهجة والاعتزاز,وقد ترى في البعض عدم الاكتراث لابهذا الحدث ولاغيره.

منذ عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وحتى وقتنا الراهن, وُلدت تقنيات تربوية كثيرة تساهم في نتوء روح الأمن العاطفي للأبناء والاستقرار النفسي لهم بعيدا عن الاضطرابات المنتشرة في هذا العصر والتي من أهمها (الاحباط)...فينبغي على الآباء التحلي والتوسم بأوسمة ٍ تساعد الأبناء على إحراز الانجازات وتكريس الجهود لحصد شتى الأهداف المَسْعِي لتحقيقها...

فتحقيق هدف الاجتهاد ونيل العلامات الدراسية القيّمة لا يتأتى إلا بالتفاعل الحسي التشجيعي, حتى وإن كانت تلك الشهادة ينقصها الكثير من العلامات التحصيلية... فلربما كلمة مليئة بالتفاؤل يطلقها أحد الأبوين كفيلة بان تدفع ذلك الابن قـُدُما ,وأن تجعل الدافعية تسير في سياق شخصيته, ومن ثمّ تـِباعاً تسير الممارسة بجانب الدافعية ليتحقق الهدف الراقي.

وللأسف الشديد كما قلنا بأن الحبك التربوي يجهل الكثير من الآباء صفـّه وصياغته,فيجهلون بأن ضعف المستوى الدراسي لأبنائهم إن لم يكن بسبب محدودية القدرات الموهوبة بالأصل , فهو حتما نتيجةً ً لضيق الدائرة التربوية والتعامل التربوي من قبل الآباء,فضعف الأبناء الدراسي هو نتيجة لضعف الآباء التربوي...وقبل محاسبتهم ينبغي محاسبة النفس وأداءها.

ومن الأخطاء الشائعة في مجتمعاتنا ربط المستوى الدراسي لأرباب الأسر بمستويات الأبناء الدراسية,وأعتقد بأنه خطأ كبير,فكم من أسرة أميّة التعليم لكنها تحتضن أبناءً مهندسين وأطباء ويشار لهم بالعظمة الفكرية,وكم من أسرة يشار لأربابها بالعلم والمعرفة وأبناؤهم باتوا رفاق الطرقات, وهنا نرجع لنقول بأن فن التربية لايعترف إلا بالاستعداد التوعوي ,لدفع هؤلاء الأبناء إلى بر الإنتاجية , فقضية تزويد الأبناء بحملات التشجيع أمرٌ ضروري في آخر العام , سواء ذلك الابن حاصد لعلامات متدنية,أو كانت تلك العلامات راقية, ويجب عدم غض البصر عن وسائل التكريم لهم بطرقٍ معنوية كالكلمة الجميلة, أو تتمثل بطرق مادية كالهدايا المناسبة, وفي الحقيقة لازال الأبناء يستجدون نداء الآباء في جوانب عدة , من شأنها أن تجعل الأبناء يرقدون على عرش الرحابة الوجدانية والعاطفية, وبالنظر لِلوحة العام الدراسي نجد بأن الأبناء من قريب أو بعيد قد تكبدوا العناء هنا أو هناك , ومسألة تكريمهم لابد منها , و كما قال الرب
العظيم ﴿هـَـلْ جَـزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ﴾.صدق الله العظيم


أ. عبد الحكيم بن يوسف العواس