السبت، 20 أبريل 2013

بأي كلمة تستقبل شهادة ابنك؟!

بحق ٍ وحقيقة لازال الكثير من الآباء لايجيدون فنون صناعة التعامل مع الأبناء , بِـِيْد أنّ ذلك الفن لا ريب في أنّه من أهم المسئوليات التي ينبغي إجادة إتقانها ,لاعتبارات ٍ كثيرة , أهمها بناء عقليات تتسم بتكامل الكيان الشخصي بشتى جوانبه, لأكبر الكتل البشرية في مجتمعنا...

وبلا شك ٍ تذكرون كما أذكر الأيام المصيرية ذات المحك , في حياتنا الماضية,كأيام استلامنا للشهادات الدراسية في المراحل المختلفة,وكلنا نتذكر جيداً المشهد الأسري لروح التعامل ,وردود الفعل جراء هذا الحدث...فإما وجوه ساخطة عابسة غَبـِرَة ,وإما تشوبها ملامح السرور والبهجة والاعتزاز,وقد ترى في البعض عدم الاكتراث لابهذا الحدث ولاغيره.

منذ عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وحتى وقتنا الراهن, وُلدت تقنيات تربوية كثيرة تساهم في نتوء روح الأمن العاطفي للأبناء والاستقرار النفسي لهم بعيدا عن الاضطرابات المنتشرة في هذا العصر والتي من أهمها (الاحباط)...فينبغي على الآباء التحلي والتوسم بأوسمة ٍ تساعد الأبناء على إحراز الانجازات وتكريس الجهود لحصد شتى الأهداف المَسْعِي لتحقيقها...

فتحقيق هدف الاجتهاد ونيل العلامات الدراسية القيّمة لا يتأتى إلا بالتفاعل الحسي التشجيعي, حتى وإن كانت تلك الشهادة ينقصها الكثير من العلامات التحصيلية... فلربما كلمة مليئة بالتفاؤل يطلقها أحد الأبوين كفيلة بان تدفع ذلك الابن قـُدُما ,وأن تجعل الدافعية تسير في سياق شخصيته, ومن ثمّ تـِباعاً تسير الممارسة بجانب الدافعية ليتحقق الهدف الراقي.

وللأسف الشديد كما قلنا بأن الحبك التربوي يجهل الكثير من الآباء صفـّه وصياغته,فيجهلون بأن ضعف المستوى الدراسي لأبنائهم إن لم يكن بسبب محدودية القدرات الموهوبة بالأصل , فهو حتما نتيجةً ً لضيق الدائرة التربوية والتعامل التربوي من قبل الآباء,فضعف الأبناء الدراسي هو نتيجة لضعف الآباء التربوي...وقبل محاسبتهم ينبغي محاسبة النفس وأداءها.

ومن الأخطاء الشائعة في مجتمعاتنا ربط المستوى الدراسي لأرباب الأسر بمستويات الأبناء الدراسية,وأعتقد بأنه خطأ كبير,فكم من أسرة أميّة التعليم لكنها تحتضن أبناءً مهندسين وأطباء ويشار لهم بالعظمة الفكرية,وكم من أسرة يشار لأربابها بالعلم والمعرفة وأبناؤهم باتوا رفاق الطرقات, وهنا نرجع لنقول بأن فن التربية لايعترف إلا بالاستعداد التوعوي ,لدفع هؤلاء الأبناء إلى بر الإنتاجية , فقضية تزويد الأبناء بحملات التشجيع أمرٌ ضروري في آخر العام , سواء ذلك الابن حاصد لعلامات متدنية,أو كانت تلك العلامات راقية, ويجب عدم غض البصر عن وسائل التكريم لهم بطرقٍ معنوية كالكلمة الجميلة, أو تتمثل بطرق مادية كالهدايا المناسبة, وفي الحقيقة لازال الأبناء يستجدون نداء الآباء في جوانب عدة , من شأنها أن تجعل الأبناء يرقدون على عرش الرحابة الوجدانية والعاطفية, وبالنظر لِلوحة العام الدراسي نجد بأن الأبناء من قريب أو بعيد قد تكبدوا العناء هنا أو هناك , ومسألة تكريمهم لابد منها , و كما قال الرب
العظيم ﴿هـَـلْ جَـزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ﴾.صدق الله العظيم


أ. عبد الحكيم بن يوسف العواس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق